الجمعة، 13 أغسطس 2010

دنيا - قصة قصيرة


                                    دنيا - قصة قصيرة

دقت ساعة الحائط معلنة حلول الساعة الثالثة بعد منتصف الليل, مازالت اتقلب يمينا ويسارا على جانبى فى فراشى
والحر والرطوبة الخانقة تكاد تخنقنى حتى المروحة الدائرة باقصى طاقتها لم تمنحنى الحد الادنى من التهوية اللازمة لجعلى استطيع النوم ...ترى اهو الحر فقط  هو الذى يمنعنى من النوم ام تلك الذكريات التى تتدافع داخل راسى كنهر من الحمم,تراجعت بى الزكريات كالة الزمن الى  عشر سنين قد خلت من عمرى
كنت ايامها فتاة صغيرة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها انا دنيا الفتاة الصغيرة ذات الضفائر
جميلة نعم كنت فتاة جميلة وكنت انا الابنة الوحيدة لامى وابى الموظف البسيط لم اكن ارى ابى كثيرا فقد كان راتبه الذى يتحصل عليه من عمله الصباحى لا يكفينا وكان مضطرا لان يعمل مسائا حتى يستطيع ان يكفل لنا حياة كريمة انا وامى وحتى عندما استطاع  ان يحصل على عقد عمل باحدى الدول الخليجية لم استطع ان انعم بالقرب منه فقد  سافر هو وظللت انا وامى حتى لا اترك مدرستى والاهم حتى لا تترك امى جيرانها واهلها.
ومنذ تفتحت عيناى على مظاهر نضوجى وبعد ان خرطنى خراط البنات وانا اسمع مديح امى لى ونصائحها
يادنيا ياحبيبتى  بكرة يجيلك العريس اللى يستاهلك لازم تتهنى وتعيشى عيشة احسن من اللى عيشتها
وانشاء الله افرح بيكى وانتى عروسة مع اللى يستاهلك!!
وكان اللى يستاهلنى من وجهة نظر امى هو الشاب الغنى صاحب السيارة الفاخرة والذى يجعلنى اسكن فى شقى فاخرة ان لم يكن قصرا منيفا غنى يغرقنى بالهدايا والذهب , وفى نفس هذا السن تفتحت عينى على الحب وتبادلت الحكايات والاحلام مع صويحباتى تكلمنا عن الحب واشعلت الافلام والدراما الرومانسية فينا والشوق لفارس الاحلام الذى لم يكن فى اول الامر يعنينى ان يكون غنيا بقدر ما كنت اتصوره وسيما بهى الطلعة ممشوق القوام فارسا وصاحب اخلاق يحترمنى ويحبنى ويستطيع حمايتى ويؤثرنى على نفسه حتى لو كان فى ضيق او خطر
ولكن فى الخلفية احتشدت كلمات امى رويدا رويدا واختلطت بمواصفات فارس احلامى فاصبحت اتصوره ايضا فوق ماحلمت به انه ايضا غنيا واسع الثراء واتصور حياتى معه نزهة دائمة فى المروج والقصور والحفلات لا يشغلنا عن اللهو واللعب شيئا وظللت احلم حتى دخلت الجامعة فى السنة الاولى لم اكن اعلم شيئا عن اى شىء اين اذهب ماهى المحاضرات من اين تاتى الكتب ......والكثيرلا مما كنت لا استطيع ان ادركه وحدى ولكن لحسن طالعى كانت هناك بسمة صديقتى كانت قد دخلت معىفى نفس الكلية وكان لها شقيق يكبرها بعامين فى نفس الكلية لم يكن لى معرفة به من قبل فقد كان اختلاطى ببسمة قليلا كانت زميلة وفقط ولكننى كنت اعلم انها فتاة خلوقة و من اصل طيب وهكذا اصبح محمود شقيق بسمة هو مرشدنا فى الكلية ولحسن الحظ ايضا وافقت امى ان اصطحب بسمة ومحمود فى طريق الذهاب والعودة فكما قلت انا وحيدة وابى على سفر ..
و منذ الوهلة الاولى التى رايت فيها محمود تحرك شىء فى داخلى ورويدارويدا بدجأت صورة محمود تطابق مع الصورة التى فى ذهنى لفارس احلامى
غنيا؟؟ محمود لم يكن غنيا كان اباه موظفا مثل ابى ولم تحن فرصة لابيه كى يسافر كما سافر ابى وكان يعمل صباحا ومسائا من اجل محمود واخته وحتى لا يحتاجا لشىء وكان دائما يحدثنى محمود انه لن يطلب من ابيه شىئا ويكفيه انه رباه على حسن الخلق وطاعة ربه وان هذه الدنيا يكفيه فيها لكى يكون سعيدا امراءة تحبه ويحبها يحافظون على بعضهم البعض فى بيت صغير فى اى مكان ويكون لهم من الاطفال ماشاء الله ويربيهم على حسن الخلق وطاعة الله .....وكنت دوما احب ان اسمع هذه الكلمات  بشغف وانا انظر لمحمود بحب واعجاب واتمنى ان اكون انا هذه الزوجة ...متى علمت ان محمود يبادلنى نفس الشعور ؟ هل صارحنى بهذا؟ لا.. ولكن كانت نظراته وحركاته وسكناته ونبرات صوته تفضحه ولكنه قط لم يصرح لى بهذا ورغم اننى ومنذ العام الاول فى الجامعة وانا يتقدم لى الخطاب الا ان امى كانت دوما ترفضهم وكانت تكرر على مسامعى كلام من قبيل:
الواد كويس بس شقته صغيرة وفى مكان مش ولابد-الواد اخلاقه كويسة بس مرتبه مش هايعيشكم...
وكانت اغلب حجج امى فى الرفض كلها تتعلق بالمادة والمال ولم اكن اهتم بهذا فقد كانت امى توفر على مشقة الرفض فلم اكن ايامها اتصور زوجا لى الا محمود.
والعجيب اننى لم افكر لحظة فى ظروفه المادية المتواضعة بل على العكس كنت دوما اتخيل حياتى معه كما كانت دوما امى تخيبل لى حياتى مع زوجى فيلا صغير ذات حديقة واسعة وسيارة فارهة وخلف عجلة القيادة يجلس حبيبى..نعم محمود... لم افكر يوما ان هذا شىء مستحيل ولم اعلم هذا حتى جاء ذلك اليوم الذى تخرج فيه محمود وعلى العكس من الظروف التى تةواجه الشباب وتجعلهم ينتظرون كثيرا حتى يجدوا عملا سرعان ما وجد محمود عملا فى شركة كان يعمل بها منذ بضعة سنوات فى اثناء الاجازة بمكافاءة متواضعة مما اكسبه ميزة الخبرة وجعل صاحب الشركة يفضله للعمل بوظيفة محاسب..
صحيح ان الراتب كان صغيرا الا انه كان يمكنه  مع بعض الوقت والعمل والصبر ان تتحسن احواله
ومرت بضعة شهور كنت لا ارى محمود تقريبا وكنت اتحجج حتى اذهب الى صديقتى بسة لكى اراه كان  من فرط اخلاقه لا يحاول ان يكلمنى او يجالسنى قليلا او كثيرا ولكن كان يحينى وعيناه تفصحان  بكثير من الشوق والحب
ويوم ان جاءت بسمة تخبرنى ان اخاها يود ان يتحدث معها فى موضوع وانه يحب ان يخاطبنى فيه وجها لوجه
تسارعت دقات قلبى واضطربت وتصنعت الدهشة ووجهى يفضحنى من الفرحة وحمرة الخجل التى نضح بها وجهى
وجاء محمود وصارحنى بحبه وانه يحبنى منذ رانى ولكنه فضل ان يصارحنى عندما يكون قادرا على خطبتى عندما يحصل على عمل وهاهو قد حصل عليه..
وقضيت اسعد ايامى وانا احادثه هاتفيل بالساعات وانتظر الوقت الذى ياتى فيه لاصطحاب اخته من الجامعة
لم يكنيرغب فى اصطحابى للخروج من وراء اسرتى وكان ينتظر ان يتقدم لابى عند نزوله فى اجازته السنوية و
وصل ابى وياليته لم يصل لقد جاء ابى  وتقدم له محمود واباه و طلب منهم ابى فرصة حتى يشاورنى ويسال عنهم
وهكذا كدت يومها ان اطير من الفرح فقد اقترب موعد تحقق الحلم ولكن انهار كل هذا عندما جلست الى امى وفتحت معى هذا الموضوع وصارحتنى بان محمود لا يصلح ان يكون زوجا لى !! لماذا؟؟ يا بنتى الراجل  اللى يتجوز لازم يكون جاهز ويعيشك فى مستوى احسن من اللى انتى فيه
لكن يا امى..... هاسالك سؤال محمود عنده شقة ولو جاب شقة هايبقى بعد كام سنة وهايقدر يجيب الشبكة اللىة تستاهليها وهايعمللك الفرح اللى  يشرفك ويشرفنا!!! ولوهلة تفتحت عينى على حقائق جديدة ان محمود فعلا لن يستطيع تحقيق كل هذا لى صحيح اننى احبه ولكن هل استطيع ان اتنازل عن الشبكة حفل الزفاف؟؟ هل انتظر 4 او خمس سنوات ؟؟ ومن يضمن لى اننى ساكون سعيدة معه
لم اصل لهذه القناعات فى يوم وليلة فقد كان حبه ينازعنى فى هذه الافكار الا ان العقل ومنطق امى انتصر فى النهاية وخصوصا بعد ان صارحتنى امى بموضوع مازن ابن زميل ابى  الذى يعمل والده معى بالخليج
مازن مازال فى السنة النهائية بالجامعة رغم انه يكبرنى بخمس سنوات صحيح ان ابى عندما سال عنه علم انه يقيم مع امه ةمنذ سفر والده وان  له بعض العلاقات النسائية الا ان  امى اقنعتنى بان كل هذا سينتهى بعد الزواج
واقتنعت بكلام امى بعد ان جلست معه وجدت انه  ليس سيئا كما تصورت فهو وسيم لبق واتصور ان ما سمعه ابى عنه كان بعض الحقد من الناس فهو يملك السيارة وقد وفر له والده شقة فاخرة فى حى راق وايضا لم يتبق له للتخرج سوى ماداتان سيؤدى امتحانهما الشهر القادم وهكذا نسيت محمود ولم تنقطع علاقتلى ببسمة رغم ذلك فقد علمهما والدهما ان الزواج قسمة ونصيب و قد دعتنى بسمة انا ومازن لحفل خطبتها فقد خطبت لابن عم لها كان يحبها وتحبه وكثيرا ما قد جادلتها فى مسالة ارتباطها  به فقد كانت ظروفه  تقريبا مثل اخوها محمود ولم يكن يملك شيئا وكان عليها ان تنتظر كثيرا وان تتنازل عن كثيرا من احلامها وهى لم تكن مجبرة على ذلك فانا اعترف انها اكثر منى جمالا ولم تعدم الخطاب الاغنياء لكنها لم تستمع لى ابدا
وتوالت الاليام وتزوجت مازن فى حفل اقيم فى اكبر فنادق العاصمة وفى شقة واثاث حسدتنى عليه الكثيرات
وقضينا شهر العسل فى تركيا وكانت فعلا ايام جميلة ولكن....واه من كلمة لكن هذه تمر الشهور و انتهت الفرحة
ظهر مازن على حقيقته اصبح يهملنى كثيرا ويقضى ساعات طوال خارج المنزل ...لا لم يكن يقضى وقته فى العمل
بل كان يقضى وقته مع اصدقائه واكتشفت ايضا انه يقابل بعض النساء ويقضى معهن الوقت
وبدا اهماله يشمل كل شىء حتى ظننت اننى كنت بالنسبة له لم اكن اكثر من نزوة كاس اشتهاه وشرب منه حتى ارتوى ثم سام منه ومن غير ان اشعر بدات زكرى محمود تعود الى راسى وقلبى نعم فلم يكتفى مازن بالاهمال بل وصل الى مد اليد على بالايذاء والسباب اما محمود فقد علمت ان الله قد من عليه بخطبة فتاة جميلة وانتقل الى عمل اخر احسن مما كان فيه بفضل كفائته  وسمعت عن معاملته لخطيبته وتمنيت ان اكون بدلا منها
وهكذا من ناحية بدات الخلافات تتصاعد بينى وبين مازن  ومن ناحية بدات احس اننى لم انس محمود بعد خاصة بعد ان رايت السعادة على وجه زوجته !! نعم فقد تزوجا فى شقة بالايجار بجوار بيت امى وهكذا كتاب على ان اعيش فبين عذابين عذابى مع مازن وعذابى برؤية السعادة التى ضيعتها من يدى
وتطورت الامور فقد سام منى مازن هكذا قال لامه التى صارحت امى انه زى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف وذلك بعد ان رفضت ان استمر معه وتركت له المنزل الى بيت ابى على امل ان ينصلح حاله لكنه كان قد ارتوى من كاسى  وانتهز فرصة تركى للبيت ورتب مع امى مسالة انفصاله عنى
وهكذا اصبحت  مطلقة وانا لم اتجاوز الخامسة والعشرين واحمل عبئا فوق عبئى واتجرع مرارة رؤيتى لسعادتى التى كانت بين يدى وهى تملاء حياة امراءة اخرى مع محمود
وهنا رفعت راسى عن الوسادة وقد اغرقت عينى دموع الزكريات ومددت يدى امسحها وانا اتحامل على نفسى لاقوم بعد ان افاقنى صوت بكاء منى!!!!!
نعم منى ابنتى من مازن والتى ستظل تذكرنى بخطأ عمرى طوال حياتىابنة مازن الذى لم يمضى على طلاقنا ثلاث شهور وكان قد تزوج مرة اخرىووسط دموعى مددت يدى التقط منى من فراشها منى ابنتى انا (دنيا)
13-8-2010
شريف الدمرداش

الاثنين، 2 أغسطس 2010

وطنى الأكبر بكلمات جديدة


«وطني (نصيبي) الوطن الأكبر/ يوم ورا يوم (أزماته) بتكتر/ و(انكساراته) مالية حياته/ وطني (بيُنهَب وبيُستَعْمَر)/ وطني وطني/ وطني يا (حارق) حبّك قلبي/ وطني يا (همّ) الشعب العربي/ ياللي (هويت) بالوحدة الكبري/ بعد ما شفت جمال الثورة/ إنت (غريب)/ (صوتك بعيد)/ عن الوجود كلّه/ عن الخلود كله/ يا وطني/ (صعب يا جرح) يا مالي قلوبنا/ (صعب يا حلم ومات في حياتنا)/ (ساكتة يا جامعة يا خادعة) شعوبنا/ (فاشلة يا أسوأ شيء) في حياتنا/ (يا خِلاف دايم بين أخّين)/ بين (إيران) وبين البحرين/ في اليمن ودمشق وجدّة/ نفس الغنوة (لأتعس) وحدة/ (فُرْقِة) كل الشعب العربي/ قوميتنا اللي (بنمحيها)/ اللي حياتنا (دمار) حواليها/ يا وطن (حارق أهله وناسه)/ (جنّة بينعم فيها أعاديها)/ شوفوا (العراق) بعد العدوان/ (وبكره سوريا والسودان)/ (سكت) الشعب (وخطوته تاهت)/ (ضاع الحق وكفّته مالت)/ (لما اندفن الحلم العربي)/ وطني يا (أغني) وطن في الدنيا/ وطني (يا ممنوع) من الحرية/ (يا وطن مسلوب مدخراتك)/ (ياللي في إيد الشر ضحية)/ الصوت صوتك (ناطق غربي)/ مش صدي شرقي ولا صدي (عربي)/ ياللي (بتُنهَب قدام عيني)/ ياللي (في قلب الذل راميني)/ إنت (نصيبي) يا وطني العربي/ وطني يا (راضي) علي استعمارهم/ وطني يا (شارب) كل (مرارهم)/ (ليه بتخيّب ظننا فيك؟)/ (ليه بتخاف) إنك تواجههم؟)/ الاستعمار (وياك دي بدايته)/ (بيك راح ييجي زمانه ووقته)/ (في لبنان وفي السودان)/ (بيقسّم جيش الطغيان)/ وده من (صمت) الشعب العربي/ وطني يا (ثروة حيتان ناهشينها)/ (وطني يا غنوة الغرب ساجنها)/ (إمتي كرامتك ترجع ليك؟)/ (مدخراتك مين هايصونها؟)/ وطني يا (منهوب) عِزّه وخيره/ يا وطن باني المجد (لغيره)/ ياللي (مالكش في أي ريادة)/ يا وطن كله (هوان وبلادة)/ وطن (السلب) الوطن العربي/ وطني يا زاحف (لانكساراتك)/ يا اللي حياة (الذل) حياتك/ في (دارفور) وفي (غزّة الحاير)/ لسه هاتكمل (تصفيّاتك)/ إحنا وطن (علي طول مِتْهَدِد)/ إحنا وطن (يُلْطُم ويعَدِّد)/ وطن (الشجب) الوطن العربي/ وطني (نصيبي) 
التعديل تم بواسطة محمود عبدالله
»