الأحد، 25 يوليو 2010

هو ايه اللى مايفورش الدم

نفسى يوم اضحك من قلبى وانسى همومى بس ازاى؟؟
من كتر الهموم خدت عليها وبقى هو ده العادى!!   عندى بس سؤال واحد
هى السعادة بقت حرام فى الزمن ده ولاده حصرى فى بلدنا اهههههههههههههههه يابلد

على الطريق - قصة قصيرة

الساعة الان العاشرة صباحا نهضت من على فراشى الصغير وتناولت المنشفة لادخل الحمام ,
لم استطع الاستغراق فى النوم طوال الليل والافكار تتصارع داخل راسى والاحلام تتدفق امام عينى كشريط السينما , فاخيرا اضاء الامل امام عينى
ا ليوم اذهب لاعلم نتيجة المقابلة الشخصية التى اجريتها فى شركة كبيرة فى وسط البلد بعد ان تخرجت منذ 5 سنوات بتقدير جيد جدا من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم وامضيت مدة التجنيد الاجبارى ,ورغم انى تعبت كثيرا فى المقابلات وتوالى فشلى فى الحصول على وظيفة تتناسب مع ادميتى وتقدر تفوقى الدراسى بسبب الكوسة والوسايط والتى يخطف اصحابها فى مصر كل الفرص الحقيقية وبلا مؤهلات تؤهلهم لهذه الوظائف سوى ان(ليهم ظهر) , ولم يكن متاحا امامى الا ان اعمل مندوب مبيعات
و ان اوقف طموحى واحتفظ بالامل حتى اجد مخرجا واستطيع ان اتمم الزواج بمن احب ,فاطمة خطيبتى منذ تخرجت نور عينى الذى مازال بعيدا عنى,اما هذه المرة فعندى امل كبير فى هذه الوظيفة ,فانا اعلم ان الوظيفة تتطلب مؤهلات لا توجد عند اغلب المتقدمين كما انى حاصل على دراسات عليا فى نفس التخصص المطلوب بالاضافة لخبرة عملية اكتسبتها من التدريب فى الاجازات الصيفية اثناء دراستى بالكلية,والوظيفة تحتاج لانسان مدرب والا يمكن ان تحصل كارثة وخسائر ضخمة فى العمل وهذا ما يعزز فرصتى ,وحتى بفرض تدخل الواسطة فانا واثق فى الحصول على الوظيفة .
كان بداخلى مع هذه الافكار انقباض غريب فى صدرى ولكننى كنت احاول ان اقنع نفسى ان فرصتى قد حان وقتها وان هذا الانقباض شىء طبيعى مع تعود الفشل فى كل عمل اتقدم اليهز
خرجت من الحمام تناولت افطارىثم ارتديت بدلتى الاثيرة والوحيدة وربطة العنق وكانى ذاهب لحفل زفافى وتلقيت البركات والدعاء من امى كالعادة بالنجاح والفلاح وان يحبب الله فى خلقه وان يفتح لى الابواب المغلقة.
كان بانتظارى اسفل المنزل صديقى وجارى احمد كان قد اصر على الحضور معى ليكون اول المهنأين على الوظيفة
استقليناعربة ميكروباص الى اقرب محطة مترو حسب اقتراح احمد حتى نصل بسهولة تحسبا لاى زحام فى الطريق لانه سمع بحدوث مظاهرة فى وسط البلد ونظرا لانه غالبا سوف يغلق الامن المركزى والشرطة اغلب الطرقات كل مرة تحدث مظاهرة
لذا اقترح على هذا الاقتراح وهو يلعن المظاهرات ومن يعملوها(يعنى لازمتها ايه العطلة دى ماهو كدة كدة الببلد بتاعة الحكومة ومش هاتفرق الكلام اللى بيعملوه ده ,احجسن حل يستنوا معانا وربنا قادر يحلها من عنده ويبعتلنا حكومة ورئيس يجيبلنا حقنا هو قادر على كل شىء ...انما اللى بيعملوه ده مابينوبناش منه الاتعطيل مصالحنا ونلاقى الشوارع متروسة امن مركزى وشرطة وماحدجش يعرف يشوف اكل عيشه)كان يلقى على هذه الكلمات ونحن على رصيف محطة المترو و عينه تذهب فى كل مكان خوفا من ان يكون هناك من يسمعه ولم ارد ان اطل الحديث فى هذا الموضوع علشان ما حدش يسمع وتتقلب بغم وبدل ما اروح استلم الشغل يستلمونا فى التخشيبلةوهكذا امنت على كلامه (عندك حق)
وصل القطار لوسط البلد واتجهت انا واحمد صاعدين السلم للشارع للوصول الى الشركة وعلى درجات السلم الصاعدة للشارع اعترضنا رجل ذو ملامح جامدة متجهمة وملامح عسكرية (بطاقتك لو سمحت) واخرجنا بطاقتينا الشخصية انا واحمد وانا اراقب الشارع امامى وقد امتلاء كل ركن بعربات الامن المركزى واشخاص بملابس مدنية ولكن اشبه بالمخبرين او البلطجية!!
وظباط شرطة بزيهم العسكرى......واحسست وكان هناك حربا يتم الاستعداد لها(رايحين فين)
سالنى الرجل الذى استوقفنا والذى لم يفصح عن هويته وان استنتجت من تصرفاته انه يتبع للشرطة(رايحين شركة........علشان مقدم على وظيفة هناك)القى نظرة على البطاقات ثم ردها لنا(تطلعوا من هنا على الشركة على طول ) و بخطوات سريعة وكاننا نهرب من كلب مسعور قطعنا الطريق نهبا واحمد يحثنى على اسراع الخطى وصوت المظاهرات يصل لمسامعنا(تحيا مصر ..تحيا مصر--مش هانسلم مش هانطاطى احنا كرهنا الصوت الواطى....)كان ما استرعى انتباهى ان الاصوات كانت اصوات نسائية حانقة كانت الغالبة على الهتافاتوتردد فى ذهنى(اكيد دول مسنودين وليهم ضهر مش معقولة هايقولوا كده الا لو متاكدين ان ماحدش هايأذيهم) ودون اتفاق اسرعت خطواتنا ان واحمد حتى نصل سريعا للشركة و تعالى صوت الهتافات ونحن نقترب منالشركة ...وفجاة وجدنا انفسنا فى مواجهة الاصوات ..مجموعة صغيرة من الشباب والبنات لا يزيدون عن عشرين شخصا وحولهم جنود الامن المركزى والكثير من الاشخاص امثال من استوقفنا على سلم المترو وعربات مدرعة تملاء الشارع وكان الشباب محاصرين فى ركن صغير باضعاف اضعاف عددهم من الجنود والجنود مرتدى الزى المدنى وهم يحملون العصى المطاطية زز وتسارعت خطانا اكثر حتى نتجاوز هذه المنطقة خشية من توريطنا فى المظاهرة بالخطأ
وفجأة بدأ افراد الشرطة من المرتدين للزى المدنى فى ضرب الشباب المتظاهرين بعنف بالعصى وبالارجل ركلا ولكمالا يفرقون بين شاب وفتاة وتعالى اللصراخ وجرى كل شاب وفتاة فى ناحية وحوله اربعة او خمسة من الشرطة يواصلون ضربه وامامنا مباشرة وجدت فتاة ضئيلة الجسد وحولها ثلاثة من الشرطة يركلونها ويحاولون خطف كاميرا حديثة كانت تصور بها مايحدث لزملاؤها وارتفع صراخها وهى تستنجد بى انا وصديقى(حرام عليكوا - الحقونى) واحسستان على ان انقذها من ايدى هؤلاء القساة مهما حدث الا يرون ضعفها الا يعلمون انا اثى !! انسانة!!!!وهممت بمد يد المساعدة ونسيت الوظيفة و الشركة وهممت بنجدتها او حتى تلقى الضربات عنها وحمايتها بجسدى
لكنى وجدت صديقى احمد يشدنى لا ستكمال السير (ماناش دعوة بحد عايزين نلحق الشركة)ووجدتنى اتمالك نفسى وانقادوراء صديقى بعد ان افقت على حقيقة اننى ابحث عن مستقبلى ولو حاولت انقاذ هذه الفتاة فلن استطيع بل اننى ساعتها سوف افقد غالبا عملى وحريتى!!!
وواصلنا المسير وخلف ظهرى يتعالى الصراخ ووانا احاول ان اصم اذنى عن سماع الاصوات حتى ابتعدنا بخطى سريعة عن المكان ووصلنا لمقر الشركة وتوجهنا لللموظف المسئول للسؤال عن النتيجة واسماء المقيولين(حضرتك اسمك مش موجود فى اسماء المعينين)قالها الموظف المسئول بعد القاء نظرة سريعة على اوراقه(ازاى انا واثق ان فيه غلط)ووجدت نظرة شفقة ممزوجة بالسخرية من الموظف لى وكأنه يقول (انتا مين واسطتك علشان تشتغل هنا اصلا)وقال موجها لى الحديث(معلش اصل اللى اتعينوا متوصى عليهم من فوق قوى)وفى حزن وا نكسار وقد تهدلت كتفاى ترقرقت دمعة فى عينى وقد ضاع املى فى كل امل واحمد يطيب خاطرى ويحاول ان يعطينى املا (معلش انشاء الله تلاقى وظيفة احسن منها) ووجدتنى وانا امشى مع صديقى فى الشارع متوجهين لمحطة المترو نمر من نفس المكان الذى تخليت فيها عن هذه الفتاة التى استغاثت بى ووجدتها قد رحلت او القوا القبض عليها لكننى لم اجد نفسى مستريحا لما فعلت لماذا تخليت عنها انا اريد ان اعمل وان اتزوج من احب وان احيا حياة سعيدة ...كل هذا دون ان ادفع الثمن هذه الفتاة اظنها مثلى ليس لها ظهر ولا واسطةتريد ما اريد ....هى احتجت
هى طالبت وانا خذلتها على امل ان انال شيئا مما اريد دون مخاطرة!!!
كنت واهما وهذا الشباب على حق من يريد شيئا يجب ان يدفع الثمن
فى هذه اللحظة وجدت امامى مجموعة من صغيرة من الشباب والفتيات تهتف بصوت عالى(يسقط يسقط حسنىمبارك)
ووجدتنى اترك صديقو واتجه لامشى امامهم ويعلو صوتى وانا ارى امامى جيش الامن يقترب اهتف من اعماقى(مش هانسلم مش هانطاطى احنا كرهنا الصوت الواطى--يسقط يسقط حسنى مبارك)...

تمت